
“قلب على شريحة” ثورة في اختبار الأدوية وأبحاث القلب.
“قلب على شريحة” ثورة في اختبار الأدوية وأبحاث القلب.
لطالما اعتمدت شركات الأدوية على النماذج الحيوانية لتوقع سلامة الأدوية، لكن هذه النماذج كثيرًا ما فشلت في محاكاة استجابة القلب البشري بدقة، مما أدى إلى آثار جانبية خطيرة وسحب أدوية من السوق، فضلًا عن خسائر في الأرواح. وتعد سمّية القلب أحد الأسباب الرئيسية لفشل الأدوية، مما يجعل من الضروري إيجاد بدائل أكثر دقة وواقعية لاختبارها.
تخيل إمكانية اختبار الأدوية الجديدة على قلب ينبض… دون الحاجة إلى مريض حقيقي. لم يعد هذا خيالًا علميًا، فقد نجح باحثون من امريكا في تطوير “قلب على شريحة”، وهو جهاز بيولوجي هندسي يحاكي وظيفة القلب البشري، ما قد يغيّر مستقبل الطب ويجعل اختبارات الأدوية أكثر أمانًا ودقة.
يعتمد الابتكار الجديد على الخلايا الجذعية المحفزة (iPSCs)، التي يمكن تحويلها إلى خلايا قلبية حية تُزرع على الشريحة، مما يسمح للعلماء بمراقبة نبضها واختبار تأثير الأدوية عليها.
حيث قام العلماء بهندسة حيوية لشريحة قلبية. وحيث توفر الشريحة العناصر الغذائية والأكسجين للحفاظ على حياة الخلايا، بل إنها تنبض أيضًا!. وعند استخدام خلايا مأخوذة من مرضى يعانون من بطء في معدل ضربات القلب، أظهرت الشريحة نبضًا أبطأ، مما يدل على قدرتها على محاكاة الأمراض القلبية بدقة.
ولا يتوقف الأمر عند القلب فقط، ففرق بحثية من جامعة كولومبيا، ومعهد MIT، وجامعة هارفارد، وجامعة ييل تعمل على تطوير نموذج متكامل يضم القلب والكبد والأوعية الدموية على شرائح متصلة ببعضها، لمحاكاة وظائف الجسم البشري بالكامل. هذه التقنية قد تحدث ثورة في مجال اختبار الأدوية، حيث يمكن التنبؤ بتأثيراتها السامة على مختلف الأعضاء في وقت واحد، مما يقلل الحاجة إلى التجارب الحيوانية غير الدقيقة والمكلفة.
مستقبل البحث الطبي أصبح أقرب مما نتصور… فهل نشهد قريبًا “إنسانًا بدون روح على شريحة”؟
https://ncats.nih.gov/research/research-activities/tissue-chip/meet-chip/heart
د جمال الدباس