
نسبة الخصر إلى الطول: مؤشر بسيط قد ينقذ قلوب أطفالنا مستقبلاً
نسبة الخصر إلى الطول: مؤشر بسيط قد ينقذ قلوب أطفالنا مستقبلاً!.
في مؤتمر السمنة الأوروبي لعام 2025، كشفت دراسة دنماركية حديثة عن نتائج بالغة الأهمية، قد تغيّر طريقة فحصنا لصحة أطفالنا. فقد تبين أن نسبة الخصر إلى الطول هي مؤشر دقيق وبسيط يمكنه التنبؤ بمخاطر القلب والأوعية الدموية، حتى في عمر الطفولة المبكر.
ما هي القصة؟
الدراسة تابعت أكثر من 700 طفل منذ الولادة وحتى عمر 10 سنوات، وراقبت تغيّرات نسبة الخصر إلى الطول لديهم، وهي مقياس سهل يمكن لأي طبيب أو أهل استخدامه عبر قسمة محيط الخصر على الطول.
الباحثون وجدوا ثلاث أنماط:
1. أطفال كانت النسبة لديهم ثابتة (66%)، وهم الأقل عرضة للخطر.
2. أطفال كانت النسبة مرتفعة ثم انخفضت تدريجياً (18%).
3. أطفال شهدوا ارتفاعاً تدريجياً في النسبة على مدى السنوات العشر (15%)، وهؤلاء كانوا الأكثر عرضة لمشاكل صحية.
الأطفال الذين زادت لديهم نسبة الدهون في منطقة البطن تدريجيًا، كانت لديهم علامات واضحة على ارتفاع ضغط الدم، مقاومة الإنسولين، ودهون الدم غير الطبيعية في عمر 10 سنوات فقط!
لكن المفاجأة كانت أن النسبة الحالية للخصر إلى الطول عند عمر 10 سنوات كانت كافية للتنبؤ بالمخاطر، دون الحاجة لمتابعة نمط تراكم الدهون منذ الطفولة المبكرة.
لماذا هذا مهم؟
على عكس مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي لا يفرّق بين الكتلة العضلية والدهون، فإن نسبة الخصر إلى الطول :
• سهلة القياس.
• لا تتأثر بالعمر أو الجنس أو الخلفية العرقية.
• تميز بدقة بين زيادة الوزن الصحية (مثل الرياضيين) وزيادة الدهون الضارة.
التوصية:
ينبغي أن تصبح قياسات الخصر إلى الطول جزءًا من الفحوصات الروتينية للأطفال، خصوصًا في المدارس أو عيادات الأطفال، بهدف الكشف المبكر عن أي ميل نحو السمنة المركزية، والبدء في تدخلات بسيطة تمنع مستقبلًا مليئًا بالأدوية والمضاعفات.
الخلاصة:
قد يكون شريط قياس الخصر وسيلة بسيطة جدًا… لكنها تحمل في طياتها إنذارًا مبكرًا لصحة القلب. فلنستفد منها قبل أن يصبح علاج الضرر أصعب من منعه.
د. جمال الدباس
J.dabbas@jordan-cardiac.org