تجربة ألاسكا في إنقاذ مرضى الجلطات
تجربة ألاسكا في إنقاذ مرضى الجلطات: كيف واجهت تحدي المسافات الشاسعة والجليد وضعف الاتصال؟ نموذج ذكي يُلهم الأردن لتطوير رعاية الحالات الحرجة في المناطق النائية.
نُشر هذا المقال حديثًا في مجلة Health Imaging الطبيه في الرابط ادناه ، بتاريخ 27 أيار 2025، وانقله ملخصه إليكم للاستفادة من التجربة الميدانية المُلهمة في ولاية ألاسكا، والتي قد تشكّل نموذجًا عمليًا قابلًا للتطبيق في الأردن، خاصة في تحسين رعاية مرضى الجلطات القلبية والدماغية في المناطق الطرفية والنائية
في ألاسكا، حيث يختلط البرد والجليد بالطبيعه ، وحيث يعيش الناس في قرى صغيرة متفرقة على امتداد آلاف الكيلومترات… لم يكن الوصول إلى الطبيب أمرًا بسيطًا.
تخيّل أن يُصاب لا قدر الله عزيز عليك بسكتة دماغية في قرية نائية. لا مستشفى متخصص، لا طبيب أعصاب، ولا حتى وسيلة سريعة وحتى الإنترنت ضعيف لنقل الصور الطبية.
الخيارات محدودة، والوقت ينفد.
في هذه المساحات المترامية، كانت المستشفيات تعتمد على نقل المريض بالطائرة إلى مدينة “أنكوريج”، التي تضم المركز الوحيد القادر على إجراء التدخلات العصبية المعقدة.
لكن الطائرة قد لا تكون متوفرة فورًا، (والمسافة تصل إلى 2500 كيلومترًا).
وفوق ذلك، نقل صورة واحدة للدماغ عبر الإنترنت كان يستغرق ساعة ونصف بسبب بطء الإنترنت.
وفي حالات السكتة الدماغية… الدقيقة الواحدة قد تعني الفرق بين حياة بلا إعاقة أو شلل دائم.
لكن شيئًا ما تغيّر.
⚡️حين تدخل الذكاء الاصطناعي إلى غرفة الطوارئ.
بدلاً من انتظار تحليل الأشعة لساعات، بدأت المستشفيات باستخدام برنامج ذكي اسمه RapidAI.
ما إن يُجري المريض صورة طبقية للدماغ، حتى يقرأها الذكاء الاصطناعي فورًا، ويُرسل تنبيهًا مباشرًا على هاتف الطبيب، أينما كان.
الصورة تُفتح من الهاتف. القرار يُتخذ في أقل من دقيقة.
وإذا احتاج المريض نقله، يُطلق الفريق الطبي صافرة الإنقاذ فورًا.
وإذا لم يكن بحاجة لذلك، يبقى في منطقته ويتلقى العلاج المناسب محليًا.
هذا التحوّل الذكي أنقذ أرواحًا، وقلل التكاليف، ووحّد القرار الطبي بين أبعد قرية في الشمال وأفضل مستشفى في العاصمة.
الأردن: جاهزون لنقلة نوعية.
جمعية أطباء القلب الأردنية (JCS) لم تكتف بالإعجاب بالتجربة… بل قامت بترجمتها إلى نموذج وطني إداري وعلاجي متكامل، يناسب واقع الأردن، وهو جاهز الآن للتنفيذ.
ما الذي قدمته JCS؟
1. خريطة طريق واضحة للتعامل مع ألم الصدر والجلطات القلبية والدماغية.
2. بروتوكولات طبية وتشخيصية فورية تشمل:
• تخطيط القلب (ECG) فور الوصول في سياره الدفاع المدني .
• تحليل إنزيمات القلب (Troponin) بدقة عالية.
• اعتماد نظام تحويل علاجي إداري ذكي مدعوم بتقنية Telemetry التي تنقل نتائج الفحوصات لحظيًا إلى مراكز القرار لتحويل المريض إلى المستشفى المناسب للعلاج (وليس لأقرب مستشفى)وتلقي الأوامر باجراءات العلاج فور تلقي رساله الدفاع المدني.
• هذا النظام يسمح باتخاذ القرار العلاجي المناسب بسرعة بدءا من سياره الدفاع المدني:•
• أو تحويله بين المستشفيات حسب توفر القدرات العلاجية.
3. نظام triage دقيق يحدد من يحتاج إلى نقل عاجل، ومن يمكن علاجه محليًا دون تأخير.
4. توحيد الإجراءات في وزارة الصحة والخدمات الطبية والمستشفيات الجامعية والخاصة.
الرسالة:
ما فعلته ألاسكا تحت الثلج…
يستطيع الأردن فعله على أرضه، بموارده، وبأطبائه… فقط إن اجتمع القرار مع الرؤية.
د جمال الدباس
