فهم تخْطِيطُ القلب
(بالإنجليزية: Electrocardiography أو اختصارا ECG).
يسجل التخطيط الكهربائي للقلب النشاط الكهربائي للقلب، حيث أن القلب ينتج نبضات كهربائية صغيرة تنتشر من خلال عضلة القلب وتتسبب في حدوث انقباض، ويمكن الكشف عن تلك النبضات من خلال جهاز التخطيط الكهربائي للقلب، ويلجأ الطبيب إلى إجراء اختبار التخطيط الكهربائي عادة ليساعده على معرفة السبب وراء بعض الأعراض مثل الخفقان أو ألم الصدر.
يعكس التخطيط الأحداث الكهربائية التي تحصل في القلب وجميع أجزائه. وتكشف الأقطاب الكهربائية الموضوعة على أجزاء مختلفة من الجسم عن النبضات الكهربائية القادمة من اتجاهات مختلفة داخل القلب، وتظهر مخططات طبيعية لكل قطب كهربائي كما تظهر بالشكل المرفق ادناه الذي يمثل التخطيط لنبضه قلب واحده ، مع تغيرات طفيفه على هذا الرسم في كل قطب في الجسم ( حيث هناك 12 قطب في التخطيط الواحد) ، وهذا الرسم يتكرر مع كل نبضه في القلب .
هذه التغيرات بتخطيط القلب في زوايا مختلفة من القلب، تعكس حال كل جزء من القلب على حده. فمثلا هناك موجه تتكرر مع كل نبضه تمثل الأذينين في القلب ( موجه P) . ويوجد خمس موجات رئيسية تظهر على نتائج تخطيط القلب “P,Q,R,S,T” على التوالي حيث كل موجة ترمز لنقطة معينة في القلب عند سريان التيار الكهربائي فيها تبدأ من الأذين وصولا إلى البطين والفترات الموجودة بين الموجات ترمز للوقت الذي احتاجه التيار للوصول من نقطة إلى أخرى. وهناك قطعه ST يمثل ارتفاعها او انخفاضها عن الخط الأفقي حاله جلطه إذا كان ذلك الارتفاع او الانخفاض جديدا لم يكن من قبل ومصحوبا مع الم حاد في الصدر. وكذلك الحال في موجه T .
يوجد خمس موجات رئيسية تظهر على نتائج تخطيط القلب “P,Q,R,S,T” على التوالي حيث كل موجة ترمز لنقطة معينة في القلب عند سريان التيار الكهربائي في القلب ، وهو تيار ضعيف يضخمه جهاز تخطيط القلب، حيث يبدأ من الأذين وصولا إلى البطينين، ويقصد بالتيار الكهربائي حاله الاستقطاب الخلقيه لمولد كهرباء القلب الطبيعيه حيث تنتشر في خلاياه ايونات الصوديوم الموجبه في خارج خلايا المولد بينما تنتشر أيونات البوتاسيوم داخلها مولده فرق جهد يتغير تلقائيا بحركه مفاجئه ،مبرمجه خلقيا ، للصوديوم داخل الخلايا وخروج البوتاسيوم في نفس اللحظه خارجها ومعه الكالسيوم ، والمولد الطبيعي هذا يوجد في الأذينين ، ومع انتقال التيار الكهربائي هذا في الأذينين ينقبض معه الأذينان ثم ينتقل التيار الكهربائي هذا بنفس الطريقه عبر البطينين محدثه انقباضهما. والفترات الموجودة بين الموجات ترمز للوقت الذي احتاجه التيار للوصول من نقطة إلى أخرى.
الموجة (P): هي أول موجة تظهر وتدل على وتمثل انقباض الأذين الأيمن والأيسر ومدى ارتفاع الموجة يدل على قوة الانقباض وحجم الاذين الايمن ، بينما عرض الموجة يدل على حجم الاذين الأيسر .
الموجة (Q): وهي ثاني موجه، صغيرة جدا وتتواجد قبيل موجة عالية في شدة التيار وتدل هذه الموجة على إزالة الاستقطاب الناتج من مرور تيار كهربائي على الحاجز بين البطينين .
الموجة (R): وهي ثالث وأعلى الموجات من ناحية شدة التيار وأقلها زمنا وتعتبر من أهم الموجات حيث إنها تدل على مرور تيار كهربائي في البطين الأيمن والأيسر وتمثل انقباظهما وتدل عليه.
الفترة بين الموجتين P-R: وتعبّر هذه الفترة عن الوقت الذي استغرقه التيار من نقطة بداية الموجة P حتى نقطة البداية للموجة R. “أي من بداية إزالة استقطاب خلايا الأذينين حتى وصول التيار إلى البطينين.
الموجة (S): أو تعبر هذه الموجة على مرور تيار كهربائي في جدران البطينين باتجاه الأعلى مما ينتج إزالة استقطاب الخلايا الموجودة على كلا من الجدار الأيمن والأيسر للبطينين وتشكل الجزء الأخير من انقباض البطينين.
الموجة (T): وتدل هذه الموجة على تعافي استقطاب القلب والخلايا المكونة لكل من البطينين الأيمن والأيسر.
وتمثل كل مجموعه من الأقطاب احداث مرضيه او طبيعيه واجهه في القلب منها يدل بعض منها على الواجهة الأمامية للقلب، أخرى على الجهة الجانبية ومجموعة ثالثة للجهة السفلى للقلب.
يعتبر تخطيط القلب أفضل وسيلة اولى لقياس وتشخيص خفقان القلب والإيقاعات غير الطبيعية للقلب.
كذلك يرصد إشارات تمثل جلطه القلب في الطوارىء او إشارات تمثل امراض اخرى بدقه مقبوله او جيده حسب طبيعه المرض.
ويجب ملاحظه انه لا يمكن للEKG أن يقيس بشكل صحيح قوه الضخ لعضله القلب، والذي يستند إلى الموجات فوق الصوتية (الايكو اي صدى القلب) أو التصوير الطبقي او المغناطيسي.
الاستخدامات الطبية:
تتضمن بعض استطبابات تخطيط كهربائية القلب ما يلي:
1.ألم الصدر أو الاشتباه باحتشاء عضلة القلب (نوبة قلبية)، مثل احتشاء عضلة القلب المترافق بارتفاع او انخفاض القطعة ST ” إس تي “ فهناك نوعان من الاحتشاء في التخطيط الاول مترافق مع ارتفاع في القطعه إس تي ، والآخر احتشاء عضلة القلب غير المترافق بارتفاع القطعة إس تي (اي انخفاض قطعه إس تي).
2. أعراض مثل ضيق التنفس، ولغط القلب، والإغماء، والنوبات، وأعراض غريبة، أو اضطراب نظم قلبي بما في ذلك ظهور حالة خفقان جديدة.
3.مراقبة تأثيرات الأدوية (مثلًا، استطالة فترة كيو تي QT الناتجة عن زياده جرعه بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ، وهذه الاستطالة قد تكون مرحله قبل نوبه تسارع خطير في القلب او نذيرا لها، ، وكذلك الكشف عن سمية الديجوكسين)
4. اضطرابات أملاح الدم ، مثل فرط بوتاسيوم الدم.
5. المراقبة المحيطة بالجراحة التي يُستخدم فيها أي شكل من أشكال التخدير (مثل العناية التخديرية الخاضعة للمراقبة، والتخدير العام).
6. اختبار إجهاد القلب: حيث يستخدم تخطيط القلب لمعرفه إذا حصلت تغيرات تدل على الذبحه الصدريه او تسارع القلب اثناء الجهد.
7. يستخدم تخطيط القلب في جهاز هولتر او الساعات الذكيه المزوده بخدمه تسجيل تخطيط القلب وذلك لمراقبه مستمره لنبض وابقاع القلب خلال فترات طويله نسبيا لرصد وتشخيص نوبات التسارع القصير الذي يصعب فيها عمل تخطيط للقلب اثناء حدوث نوبه التسارع القصير المده .
حيث يمكن تسجيل مخططات كهربائية القلب للتتبع القصير المتقطع أو المراقبة المستمرة. وذلك في المرضى الذين يعانون من اضطرابات نظم قلبية تصعب رؤيتها على مخطط كهربائية القلب التقليدي الذي يستمر لمدة عشر ثوانٍ. حيث يمكن إجراء المراقبة المستمرة باستخدام جهاز ضغط القلب الكهربائي (جهاز هولتر) لفتره يوم كامل او يومين او اسبوعين او اكثر.
د جمال الدباس