
كيف يساعدنا الدماغ على فهم الأشياء فجأة؟
كيف يساعدنا الدماغ على فهم الأشياء فجأة؟
نُشر في Medscape – حزيران (يونيو) 2025
💡 النوم… بوابتك إلى لحظة “البصيره”!
كيف يساعدنا الدماغ على فهم الأشياء فجأة؟
📅 2025
هل حدث يومًا أن كنت تفكّر في حلّ لمشكلة معقّدة، وفجأة – وبدون سابق إنذار – وجدت الجواب واضحًا أمامك؟ هذا ما يُعرف بلحظة “يوريكا” أو “أها!”، وهي لحظة إدراك مفاجئ تلمع في الذهن كوميض عبقري.
في دراسة جديدة نشرتها Medscape، حاول باحثون من جامعة ييل أن يفهموا ما الذي يساعد أدمغتنا على الوصول إلى هذه اللحظات المدهشة. وكانت الإجابة الصادمة: النوم!
🎮 التجربة: لعبة بسيطة… وسرّ مخفي
في تجربة ذكية، طُلب من متطوعين أن يلعبوا لعبة تعتمد على ملاحظة اتجاه حركة نقاط على الشاشة. وفي البداية لم تكن هناك قاعدة واضحة، لكن لاحقًا بدأت ألوان النقاط (برتقالي وأرجواني) تعطي تلميحات خفية عن الإجابة الصحيحة — دون أن يخبرهم أحد بذلك.
الذين نجحوا في اكتشاف القاعدة الخفية فجأة، أظهروا أداءً أفضل بكثير. وهكذا، تم رصد لحظة “أها!” مباشرة.
😴 ثم جاءت القيلولة…
بعد الجولة الأولى، قُسّم المشاركون إلى مجموعات:
– مجموعة لم تنم
– مجموعة أخذت قيلولة خفيفة (نوم المرحلة 1)
– مجموعة وصلت إلى نوم أعمق (المرحلة 2)
وبعد القيلولة، أعادوا التجربة.
📊 النتيجة؟
– 50% فقط ممن لم يناموا استطاعوا اكتشاف القاعدة
– 60% ممن أخذوا قيلولة خفيفة توصّلوا للحل
– 80% ممن دخلوا في نوم أعمق أدركوا السر الخفي!
النوم لم يجعلهم أسرع، لكنه جعل الاحتمال أعلى بأن تأتي لحظة الفهم المفاجئة.
🧠 ما الذي يحدث داخل الدماغ؟
أثناء النوم، خصوصًا في المرحلة الثانية، يقلّ “الضجيج العقلي” في الدماغ، فتضعف الاتصالات العصبية غير المهمة، ويبرز “الصوت الحقيقي” — أي الفكرة أو النمط المخفي.
تخيّل أنك تحاول سماع لحن جميل وسط زحام… ثم فجأة ينخفض الضجيج، فيصبح اللحن واضحًا.
🧘♂ الدرس الأهم؟
– إذا أردت أن تأتيك لحظة عبقرية، نم جيدًا
– لا تستخفّ براحة دماغك
– قلّل من التشتت والمشتتات — لأن الهدوء أحيانًا هو مفتاح الإدراك
ربما القفزات الكبرى في الفهم لا تحدث في ضجيج الحياة اليومية، بل في لحظة سكون، أو خلال قيلولة قصيرة، أو حين تُفسح لعقلك مجالًا كي “يرى الصورة الكاملة”.
⸻
المصدر:
Medscape – June 26, 2025
د جمال الدباس
المقال؟ #النوم #الدماغ #الصحة_الذهنية #البصيرة #الذكاء #التفكير #راحة_العقل #علوم_الأعصاب