
ندوه انتشار التدخين في الأردن وضعف تطبيق قانون الصحة العامة
ندوه انتشار التدخين في الأردن وضعف تطبيق قانون الصحة العامة
إعداد: د. جمال الدباس
خلال مشاركتي اليوم في ندوة نظمها معالي وزير الصحة ومشاركه من معالي وزير التعليم العالي ووزير الإعلام ووزير الأوقاف
جرى فيها إعلان نتائج اول دراسه اردنيه عن انتشار آفه التدخين في الأردن سواء ما يخص المدخنين او المتأثرين سلبا من تدخين غيرهم ( وهذه مشكله اخرى قد لا يعيها المدخنين او انه لا يهمهم صحه غيرهم ممن حولهم) وهي دراسه مدعومه من الاتحاد الاوروبي .
وكانت الأرقام صادمه بكل المستويات وعصيه على الفهم احيانا..!
اعرضها بالشكل التالي:
أولًا: ارتفاع معدلات التدخين في الأردن
كشف المسح الوطني لانتشار استخدام التبغ بين البالغين في الأردن (15 سنة فأكثر) عن معدلات تدخين مرتفعة ومقلقة، حيث بلغت نسبة التدخين بين الذكور حوالي 71% (71.2%)، وبين الإناث حوالي 29% (28.8%).
• البدء المبكر بالتدخين: بدأ حوالي 39% (38.6%) التدخين قبل سن 18 عامًا، وهو مؤشر خطير يعكس سهولة وصول التبغ إلى فئة المراهقين.
• التدخين فور الاستيقاظ: يدخن حوالي 34% (33.8%) خلال أول 5 دقائق من استيقاظهم، مما يشير إلى درجة إدمان عالية.
• تأييد رفع الضرائب: أيد حوالي 53% (53.0%) من المشاركين رفع الضرائب على التبغ، ومن بينهم 33% (33.0%) من المدخنين أنفسهم.
ثانيًا: نسب انتشار التدخين وفقًا للأنواع المختلفة
• التدخين اليومي: يدخن حوالي 43% (43.0%) من السكان التبغ يوميًا، بينهم 65% (65.0%) من الذكور و17% (17.0%) من الإناث.
• تدخين السجائر التقليدية: يدخن حوالي 52% (51.6%) من السكان نوعًا أو أكثر من منتجات التبغ.
• تدخين النرجيلة: بلغت نسبة المدخنين الحاليين حوالي 14% (14.3%)، بينهم 6.6% من الذكور و7.7% من الإناث، مما يعكس انتشارًا أكبر للنرجيلة بين النساء.
• التبغ المُسخَّن: يستخدمه حوالي 4% (4.1%) من السكان، بينهم 3.4% من الذكور و0.7% من الإناث.
• السجائر الإلكترونية: يدخنها حوالي 7% (7.2%) من السكان، بينهم 5.7% من الذكور و1.5% من الإناث.
ثالثًا: الإنفاق على التدخين
• الإنفاق الشهري على السجائر التقليدية: حوالي 78 دينارًا (77.97 دنانير).
• الإنفاق الشهري على السجائر الإلكترونية: حوالي 35 دينارًا (35.1 دنانير).
• الإنفاق الشهري على معدات السجائر الإلكترونية: حوالي 19 دينارًا (18.5 دنانير).
• الإنفاق الشهري على تعبئة السجائر الإلكترونية: حوالي 17 دينارًا (16.6 دنانير).
• مقارنة بين التدخين التقليدي والإلكتروني: يتجاوز الإنفاق على السجائر التقليدية ضعف الإنفاق على التدخين الإلكتروني، إذ يبلغ 78 دينارًا شهريًا مقابل 35 دينارًا فقط للإلكترونية.
رابعًا: التدخين والسرطان في المجتمع الأردني
أوضح الدكتور أنس المحتسب أن معدلات الإصابة بالسرطان شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، سواء المرتبطة بالتدخين أو غير المرتبطة به، حيث يبدو أن السمنة وقلة الحركة تلعبان دورًا إضافيًا في زيادة الإصابات.
خامسًا: ضعف تطبيق قانون الصحة العامة
رغم وجود تشريعات صارمة، إلا أن هناك ضعفًا شديدًا في تنفيذ قانون الصحة العامة، سواء من قبل المسؤولين في دوائرهم أو الأطباء في عياداتهم، مما ساهم في انتشار التدخين حتى في الأماكن التي يُفترض أن تكون خالية منه.
• التدخين في الأماكن العامة: كشفت الدراسة أن التدخين منتشر في جميع الدوائر الحكومية، المستشفيات، والوزارات، رغم القوانين التي تحظره.
• المخالفات والعقوبات المقترحة:
• يجب تحرير مخالفات متكررة للموظفين الذين يدخنون داخل المؤسسات.
• فرض عقوبات تدريجية تصل إلى الفصل بعد 3 مخالفات.
• خصم مالي من أي دخل حكومي أو مكافأة يتقاضاها المخالف.
• تفعيل الضابطة العدلية لضبط التدخين في الأماكن العامة بجدية.
سادسًا: الأردن في صدارة الدول المدخنة عالميًا
بحسب تصريح وزير الصحة، تصدّر الأردن قائمة الدول الأكثر تدخينًا عالميًا، بعدما كان في المرتبة السابعة قبل ثلاث سنوات، متجاوزًا لبنان، الذي يعد من ثاني أعلى الدول العربية في التدخين بعد الأردن واقل مرتبه عالميا من الأردن بدرجات في انتشار التدخين .
سابعًا: التدخين بين النساء وارتفاع تدخين النرجيلة
أظهرت البيانات أن تدخين النرجيلة أكثر شيوعًا بين الإناث مقارنة بالذكور، حيث بلغت نسبة المدخنات 7.7% (7.7%) مقارنة بـ 6.6% (6.6%) للذكور.
ثامنًا: التدخين والتعليم – خطر يبدأ في سن مبكرة
كان من الملاحظ أن معظم المدخنين بدأوا التدخين في سن مبكرة، قبل عمر 24 عامًا، وأغلبهم خلال المرحلة المدرسية.
هذا الواقع يؤكد أن الشباب لا يخشون التدخين، لكنهم يخشون القانون! وهذا ما أكدته ممثلة الاتحاد الأوروبي، التي أشارت إلى أن انخفاض معدلات التدخين في الغرب لم يكن مصادفة، بل نتيجة تطبيق صارم للقوانين. ومن هنا، علينا أن نتعلم من هذه التجربة، ونطبق القوانين بحزم، إن أردنا تقليل هذه الظاهرة وحماية الأجيال القادمة.
تحذير نهائي
إن الأرقام المقلقة التي أظهرها المسح تستدعي تدخلًا فوريًا لتطبيق القوانين بصرامة واتخاذ إجراءات رادعة، وإلا فإن الأزمة ستستمر في التفاقم، مما يزيد من أعباء القطاع الصحي ويهدد صحة المجتمع بشكل خطير.