
إجراء أكثر من 9000 عملية زراعة قلب حول العالم
من المؤسف أن نقرأ سنويًا عن إحصاءات مثيرة مثل أن جمعية القلب الأمريكية تشير إلى إجراء أكثر من 9000 عملية زراعة قلب حول العالم، نصفها تقريبًا يتم في الولايات المتحدة وحدها. هذا الرقم يعكس التقدم العلمي والوعي المجتمعي في الدول المتقدمة، ولكنه في الوقت ذاته يكشف واقعًا مؤلمًا في البلاد العربية، حيث زراعة القلب والأعضاء ما زالت نادرة جدًا
ورغم إيماننا بأهمية هذا الإجراء كحلٍ لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من فشل في أعضاء حيوية، فإن هناك فجوة كبيرة لا نعلم أسبابها! زراعة الأعضاء تُعد من أنسب الخيارات في الدول محدودة الموارد، حيث تقلل بشكل كبير من التكاليف طويلة الأمد لعلاج الأمراض المزمنة، وتوفر للمرضى حياة طبيعية بدلًا من الاعتماد على أدوية باهظة الثمن وغير مجدية اقتصاديًا على المدى البعيد
المشكلة الرئيسية التي تواجه زراعة الأعضاء في العالم العربي هي عدم توفر المتبرعين. ولعل أبرز مثال على ذلك هو آخر عملية زراعة قلب تمت في الأردن عام 2018، وكانت بفضل صبية في مقتبل العمر أصيبت بوفاة سريرية. والدها، وهو طبيب، تبرع بأعضائها، ليقدم صدقة جارية كتب لها أثرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة. هذا التبرع النبيل أنقذ حياة 8 أشخاص كانوا في أمس الحاجة إلى أمل جديد وفرصة لحياة جديدة
القضية تحتاج إلى برنامج توعية ضخم يضم جميع الأطراف: مؤسسات طبية، إعلام، علماء دين، ومنظمات مجتمعية، لإثارة النقاش وتشجيع التبرع بالأعضاء. يجب أن يدرك الناس قيمة هذا العمل الإنساني، ليس فقط كواجب أخلاقي، بل كأحد أعظم الأعمال التي يمكن أن يتركوا بها أثرًا خالدًا في حياة الآخرين
كما يقول الحديث الشريف: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، فإن التبرع بالأعضاء هو صدقة جارية حقيقية تساهم في إنقاذ الأرواح وتحقيق الأجر في الدنيا والآخرة
د جمال الدباس