
اختراق طبي جديد في السرطان
اختراق طبي جديد في السرطان :
هل اقتربنا من علاج جذري للسرطان؟ اكتشاف علمي مذهل قد يعكس مسار سرطان القولون!
لطالما كان السرطان العدو الأكثر غموضًا وتحديًا في عالم الطب، ورغم التقدم الكبير في العلاجات، لا يزال القضاء عليه تمامًا حلمًا يراود العلماء. ولكن ماذا لو كان الحل ليس في قتل الخلايا السرطانية، بل في إعادتها إلى طبيعتها؟!
في اكتشاف قد يكون نقطة تحول في علاج سرطان القولون، وهو الأكثر انتشارًا بين الرجال في الأردن، تمكن العلماء من تحديد آلية تحكم في تمايز الخلايا قد تتيح إمكانية عكس السرطان وإجبار الخلايا الخبيثة على العودة إلى حالتها الطبيعية.
كسر الشيفرة الجينية: السر في ثلاث جينات!
تعتمد الخلايا على شبكة معقدة من الإشارات الجينية التي تحدد مصيرها، ولكن في حالة السرطان، تفقد هذه الخلايا قدرتها على التمايز الصحيح وتتحول إلى وحوش تكاثرية لا تتوقف عن النمو. هنا يأتي دور نظام BENEIN، وهو إطار حسابي متطور حلل بيانات الخلايا في الأمعاء الغليظة وكشف عن ثلاثة جينات رئيسية تتحكم في عملية التمايز:
✅ MYB
✅ HDAC2
✅ FOXA2
تحويل الخلايا السرطانية إلى طبيعية.. حقيقة وليست خيالًا!
المذهل في هذا الاكتشاف أن العلماء وجدوا أن إيقاف نشاط هذه الجينات الثلاثة يمكن أن يدفع خلايا سرطان القولون إلى التراجع عن سلوكها العدواني، لتعود إلى خلايا طبيعية سليمة!
🔬 نتائج الدراسة أظهرت أن تثبيط هذه الجينات يؤدي إلى:
✅ إجبار الخلايا السرطانية على التمايز، أي أنها تفقد قدرتها على الانقسام العشوائي وتتحول إلى خلايا معوية طبيعية.
✅ وقف نمو وانتشار السرطان، حيث يقل نشاط الخلايا الخبيثة بشكل واضح.
هذه النتائج لم تكن مجرد نظريات، بل تم تأكيدها في تجارب مخبرية (in vitro) وأخرى حية على نماذج حيوانية (in vivo)، مما يعزز فرص تطبيق هذا الاكتشاف في العلاجات المستقبلية.
نقطة تحول في علاج السرطان؟
على عكس العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، التي تستهدف قتل الخلايا السرطانية وقد تؤثر على الخلايا السليمة أيضًا، فإن هذه الطريقة تعيد برمجة الخلايا بدلًا من تدميرها. هذا قد يعني تقليل الأعراض الجانبية وتحقيق نتائج أكثر استدامة في مكافحة السرطان.
هل نحن أمام عصر جديد في علاج السرطان؟
العلماء يرون في هذا الاكتشاف خطوة ثورية نحو فهم أعمق لكيفية التحكم في الخلايا السرطانية وإجبارها على العودة إلى طبيعتها. ومع مزيد من الأبحاث والتجارب السريرية، قد يكون العلاج المستقبلي للسرطان ليس في قتله، بل في تصحيحه وإعادته إلى طبيعته.
البحث أجراه اطباء مختصون في كوريا الجنوبية، وهي دولة تُعد من الأكثر تقدمًا تكنولوجيًا في العالم، حيث تمثل مركزًا رئيسيًا للابتكارات الطبية والأبحاث المتقدمة في مجال العلوم الحيوية.
وفي سياق التعاون الطبي والتعليمي، ستوقع جمعية أطباء القلب الأردنية اتفاقية تدريب وتعليم مع جمعية القلب لدول شرق آسيا والمحيط الهادئ، والتي ستشمل:
✅ برامج تدريبية متخصصة لاطباء القلب في طب القلب والتخصصات الفرعية فيه وكورسات متقدمة لطلبة الطب في الجامعات الأردنية ، بالتعاون مع مؤسسات مرموقة في كوريا الجنوبية، اليابان، وسنغافورة..
هذا التعاون سيفتح آفاقًا جديدة للأطباء الأردنيين للاطلاع على أحدث التطورات في طب القلب والاستفادة من الخبرات المتقدمة في هذه الدول الرائدة عالميًا.
هذا الاكتشاف يفرض تحديًا كبيرًا على المؤسسات الطبية ووزارة الصحة والجامعات الأردنية ومركز الحسين للسرطان للنظر بجدية في هذا التخصص المستقبلي وتهيئة الأطباء للتدريب والتخصص فيه. مع تسارع التطورات في مجال إعادة برمجة الخلايا السرطانية وعكسها إلى خلايا طبيعية، يصبح من الضروري أن يكون للأردن دور ريادي في هذا المجال، ليس فقط لمواكبة التقدم العلمي، بل لقيادة المنطقة العربية والشرق الأوسط في تطوير علاجات مبتكرة وفعالة للسرطان. إن الاستثمار في هذا التخصص يمكن أن يعزز مكانة الأردن كمركز علمي وطبي متقدم، مما يساهم في تحسين الرعاية الصحية وفتح آفاق جديدة للبحث والتطوير في علاج السرطان.
هل نقترب من اليوم الذي يصبح فيه السرطان مجرد مرض يمكن علاجه تمامًا؟ هذا الاكتشاف يعطينا سببًا قويًا للأمل!
د جمال الدباس
📌 المصدر الأصلي للمقال: