
ثورة طبية جديدة
ثورة طبية جديدة: الكشف عن خطر الجلطات في الزمن الحقيقي دون أي تدخل جراحي!
بقلم: د. جمال الدباس
في إنجاز علمي لافت نُشر مؤخرًا في دورية Nature Communications بتاريخ 16 أيار 2025، كشف باحثون عن تقنية ثورية تمكّن الأطباء من رصد خطر تكوّن الجلطات الدموية في الزمن الحقيقي باستخدام تصوير ذكي للصفائح الدموية، وبدون الحاجة إلى أي إجراء جراحي أو قسطري.
هذه التقنية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والميكروسكوب فائق السرعة، قد تغيّر مستقبل الوقاية من الجلطات لدى مرضى الشرايين التاجية (CAD)، عبر تحليل قطرة دم بسيطة تُؤخذ من الوريد في الذراع – دون أي دخول إلى الشرايين التاجية أو غرف القسطرة.
من الجمود إلى الديناميكية في مراقبة الصفائح
الدراسة، التي شملت أكثر من 200 مريض، استخدمت ما يُعرف بـ المجهر متعدد الترددات (frequency-division multiplexed microscope) لالتقاط صور عالية السرعة لخلايا الدم أثناء حركتها. ثم تولّى الذكاء الاصطناعي تحليل سلوك الصفائح، واستطاع اكتشاف علامات أوليّة تشير إلى احتمالية تشكّل جلطة قبل أن تحدث فعليًا.
ولأول مرة، يستطيع الطبيب أن يرى كيف تتصرف الصفائح الدموية لدى كل مريض بشكل فريد، مما يُمكّنه من تعديل جرعة الأدوية المضادة للتخثر وفقًا لاستجابة المريض الفردية، وليس فقط بناءً على المعايير العامة.
طب دقيق… من الوريد لا من الشريان
من أبرز ما توصّلت إليه الدراسة، أن هذه التقنية تنجح في إعطاء صورة واضحة عن الصفائح حتى من عينات وريدية بسيطة، دون الحاجة إلى قسطرة قلبية، مما يجعل الفحص أكثر أمانًا وسهولة، ويصلح للتكرار والمتابعة الدقيقة.
تحديات قادمة وفرص واعدة
ورغم أن الدراسة لا تزال أحادية المركز، إلا أن نتائجها تفتح الباب واسعًا نحو أبحاث متعددة المراكز لتأكيد فائدتها في الممارسة اليومية، وربما دمجها مستقبلاً في بروتوكولات المتابعة لدى مرضى الشرايين التاجية ومرضى الجلطات المتكررة.
إنه فصل جديد في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والدم، بين الفحص غير الجراحي والرؤية الدقيقة لما يحدث داخل الأوعية… وربما قريبًا، سيكون للطبيب نافذة ذكية تراقب الصفائح قبل أن تخطئ.
للمزيد من التفاصيل:
رابط الدراسة الأصلية – Nature Communications