
سمح تطور الذكاء الاصطناعي بفتح آفاق لا نهايه لها في البحث العلمي
سمح تطور الذكاء الاصطناعي بفتح آفاق لا نهايه لها في البحث العلمي، حيث أصبح بالإمكان تحليل دراسات قائمة وأخرى قيد التنفيذ بسهولة وسرعة. تعتمد هذه التقنية على إدخال البيانات المخزنة في “خلاط”، والذي يعمل بنفس الطريقة التي يُمزج بها عدد هائل من المتغيرات لاستخلاص النتائج التي يبحث عنها الباحث.
المثير في هذه الدراسات أنها سهلة التنفيذ، غير مكلفة، وقابلة للتطبيق حتى في الدول الفقيرة، حيث يمكنها حفظ المعلومات وتحليلها دون الحاجة إلى موارد ضخمة. وكلما زادت التفاصيل المدخلة، زادت فرص الحصول على معلومات جديدة واستخلاص استنتاجات أكثر دقة وعمقًا.
هناك أمثلة على دور الذكاء الاصطناعي في أبحاث القلب (ليس فقط في دراسه فوائد القهوه المشار اليها هنا،والتي أوردتها قبل قليل)
بل في تشخيص أمراض القلب بدقة: في دراسة حديثة، استطاع تحليل صور الرنين المغناطيسي للقلب واكتشاف ضعف عضلة القلب بدقة تفوق الأطباء، مما سرّع عمليات التشخيص والعلاج.
وكذلك التنبؤ بالسكتات القلبية: طور الباحثون خوارزميات قادرة على تحليل تخطيط القلب والتنبؤ بخطر الإصابة بالسكتة القلبية قبل أشهر من حدوثها، مما يُحدث ثورة في الوقاية القلبية.
وتحليل فعالية الأدوية: استخدم في مراجعة آلاف الدراسات السريرية حول أدوية قصور القلب، وحدد أنماطًا جديدة لاستجابة المرضى، مما ساعد في تعديل البروتوكولات العلاجية.
مع استمرار تطور هذه التقنيات، لن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تحليلية، بل سيصبح محركًا رئيسيًا لاكتشافات علمية جديدة، خاصة في مجالات الطب التي تعتمد على بيانات ضخمة وتحليلات معقدة.
في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي ، أصبح من الضروري للأردن تبنّي دراسات متقدمة في هذا المجال وتعليم الطلاب في الجامعات من خلال مساقات إجبارية. يُسهم ذلك في فتح آفاق جديدة في مختلف مجالات الحياة، بشرط رقمنة المعلومات وتنظيمها بشكل منهجي.
حاليًا، تقدم بعض الجامعات الأردنية برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، استحدثت الجامعة الأردنية في عام 2022 قسمًا للذكاء الاصطناعي ضمن كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات. كما تقدم جامعة البلقاء التطبيقية برامج في هذا المجال. ومع ذلك، يظل تدريس الذكاء الاصطناعي محدودًا في بعض الجامعات، مما يستدعي توسيع نطاق التعليم ليشمل جميع المؤسسات الأكاديمية.
على الصعيد العالمي، أدركت العديد من الجامعات أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في مناهجها التعليمية. جامعات مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد تقدم برامج متقدمة في هذا المجال. كما أن جامعة أكسفورد تعمل بالتعاون مع شركات تكنولوجيا عالمية لتقديم برامج تعليمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق.
لتنفيذ هذا التوجه في الأردن، يجب رقمنة المعلومات وتبويبها بشكل منظم، مما يتيح للطلاب والباحثين الوصول إلى بيانات دقيقة وموثوقة. هذا سيسهم في تعزيز البحث العلمي وتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع المحلي.
باختصار، إدراج مساقات الذكاء الاصطناعي كمتطلب جامعي إجباري في الجامعات الأردنية سيعزز من قدرات الطلاب ويؤهلهم للمساهمة بفعالية في تطوير مختلف القطاعات، مستفيدين من التقنيات الحديثة والبيانات الرقمية المتاحة.
د جمال الدباس